الاختلاف في الاجور

(1-6) الاختلاف في الأجور

تختلف الأجور باختلاف الزمان والمكان واختلاف المهن . وتلك الاختلافات ناتجة عن اختلاف ظروف العرض والطلب . إذ إن الأجر يمثل توازن العرض والطلب على العمل فإذا اختلف الأجور فهذا يعني اختلاف ظروف العرض والطلب بين المهن المختلفة أو اختلاف المكان والزمان . وتستطيع آلية السوق إيجاد حلول لاختلافات الأجور باختلاف المكان.

(1-7) الريع

يطلق الريع على الثمن الذي تتلقاه عناصر الانتاج ذات المرونة القليلة مقابل خدماتها في الانتاج . وعادة ما يطلق ذلك على خدمات الأرض في العملية الانتاجية . إلا  أن ذلك لا يعني اقتصار الريع على الأرض ، ولكن ذلك أن الريع في نشأته كان لصيقاً بعنصر الأرض حين قال به ريكاردو حيث كان الاقتصاديون التقليديون انذاك يرون أن هذا العنصر وحده هو العنصر المحدود أو الثابت في عرضه دون باقي العناصر.

أما الاقتصاديون المحدثون فيرون أن الريع ثمن لكل عنصر انتاجي يتسم عرضه بعدم المرونة ويدخل في ذلك الصور والتحف الفنية والعملات وطوابع البريد النادرة وغيرها.

والتعريف الاقتصادي للريع يقوم على أنه فائض يستحقه عنصر الأرض أو غيره من العناصر فوق ما يستحقه هذا العنصر مقابل تقديم خدمته الانتاجية ( من جهود ونفقات) للانتاج.

فالأرض كما هو الأصل في وجودها محدودة في كميتها ولم يتحمل أحد بنفقة ما في سبيل ايجادها . كما أنه لا يمكن زيادة عرضها مهما كان الثمن المدفوع لخدماتها . فما يدفع إذا كريع لها لا يقابل مجهوداً أو تضحية تمحلها مالكها في سبيل عرضها.

ويختلف الريع في مفهومه الاقتصادي هذا عن الريع المتعارف عليه بين الناس في حياتهم العامة. إذ يشير هذا الريع إلى المبلغ الذي يدفع على فترات منتظمة نظير استخدام سلعة معينة قابلة للاستخدام لفترة زمنية طويلة كالأرض والمباني والآلات وهو ما يتعارف عليه أيضاً بالايجار. فالريع أو الإيجار لدى العامة إذا يشير إلى خليط من الريع الاقتصادي وعائد رأس المال المستثمر في هذا العنصر ومقابل استهلاك رأس المال العيني . وهي أشياء لا تدخل في التعريف الاقتصادي للريع.

نظرية الريع لريكاردو

تقوم هذه النظرية على أساس أن الريع هو ما يدفع للأرض مقابل استعمال قوى الأرض الأصلية التي تتعرض للفناء. وأن السبب في دفع هذا الريع إنما يرجع إلى اختلاف خصوبة الأرض وأماكن توافرها . وليس هناك ما يدعو لدفع الريع – وفقاً لهذه النظرية – إذا كانت الأراضي الصالحة للاستغلال الزراعي من الوفرة بحيث يمكن إضافة مساحات منها بصفة مستمرة للانتاج دون قيود.

شبه الريع لمارشال

لا يقتصر الريع كما سبق القول على عنصر الأرض فقط ، بل أن عناصر الانتاج الأخرى ، تستحق مثل هذا الريع نتيجة لمحدودية العرض منها في بعض الفترات . وتمييزاً لهذا الريع الذي تستحقه عناصر الانتاج الاخرى والذي يحدث عادة في الأجل القصير فقط عن الريع الذي تستحقه الأرض وهو يتصف بالاستمرار ، فقد أطلق مارشال لفظ شبه الريع على الريع الذي تحصل عليه هذه العناصر الانتاجية الاخرى