نظريات القيمة والانتاج

  • نظريات القيمة و الإنتاج:

ميز آدم سميث بين القيمة الاستعمالية (المنفعة) و القيمة التبادلية (السعر) و بعد أن تطرق إلى لغز القيمة طرح ثلاثة أسئلة حول القيمة التبادلية للسلع.

  • ما هو مقياس القيمة؟

  • ما هي أسباب تذبذب أو ارتجاج الأسعار؟

  • ما هي العناصر المكونة للقيمة؟

يعبر آدم سميث في أول الأمر عن القيمة التبادلية للسلع بالنقود .هذه القيمة المعبر عنها بالنقود تسمى بالقيمة الاسمية la Valeur Nominale و لكن ارتجاج أو تذبذب النقود يجعل هذا المقياس غير صالح و لهذا حسب سميث يعتبر “العمل” المقياس الحقيقي والنهائي للقيمة. ميز آدم سميث بين المجتمع البدائي Société primitive و المجتمع المتقدم Société avancée.

  • في المجتمع البدائي:

قبل ظهور الملكية الخاصة للأرض و قبل ظهور عملية تراكم رأس المال تحدد قيمة السلعة بكمية العمل المبذول و المتضمن dépensé et incorporé.

يعتبر العمل مصدر و مقياس للسعر الحقيقي أو الطبيعي.

فالسلعة التي يبذل في إنتاجها أسبوعين من العمل لابد أن تعادل قيمتها ضعف قيمة السلعة التي يبذل في إنتاجها أسبوع واحد و قد ضرب آدم سميث مثله المشهور عن الصياد الذي يصطاد حيوانات برية و قال: “الحيوان الذي يبذل في صيده يوم واحد لابد أن تعادل قيمته السوقية ضعف قيمة الحيوان الذي يبذل في صيده نصف يوم”.

  • في المجتمع المتقدم:

يتعرض المنتوج الطبيعي لعدة خصومات من طرف ملاك الأراضي (على شكل ريع) و الرأسمالية على شكل أرباح و يصبح السعر الحقيقي يحتوي على الأجور- الريوع- أرباح –

Valeur prix naturel = salaires + profits + rentes

 نظرية القيمة – العمل تتحول إلى نظرية القيمة – نفقات الإنتاج.

أدخل سميث مفهوم جديد “كمية العمل المأمور” أو العمل الذي تبادل به السلعة.

Théorie de la valeur – Travail commandé

  • السعر:

يعرف آدم سميث السعر الحقيقي أو الطبيعي و يعتبره كسعر توازن ثابت و مستقر و ظاهرة مرتبطة بالمدى الطويل، أما سعر السوق فهو مرتبط بالمدى القصير و هو سعر يحدد بالعرض و الطلب. التناقضات الموجودة بين العرض و الطلب تناقضات عابرة هناك اتجاه عفوي نحو السعر الطبيعي أو الحقيق تتم الموافقة بين السعر الطبيعي و سعر السوق بواسطة المصلحة الشخصية و المنافسة.

يشير آدم سميث إلى أن سعر السعر يفوق عادة السعر الطبيعي لبعض السلع النادرة و كذا سعر السلع الاحتكارية.

  • الخاتمة: نظرية آدم سميث متناقضة غامضة و غير كاملة في الكثير من النقاط، جاء بعد ذلك Ricardo، Robert Malthus , Marx و آخرون انتقدوه في بعض المحاور و ارتكزوا عليه في محاور أخرى و تجاوزوه و لكن رغم النقائص الذي يحتوي عليه كتاب آدم سميث إلا أنه يعتبر كمرجع أساسي أو دليل في الاقتصاد إلى وقتنا الحالي.

  • مبدأ السكان لـ Malthus 1834-1766 Principe de Population:

ـ يعتقد Malthus أن السبب الرئيسي للفقر يتواجد في الفرق بين عدد السكان و المواد المعيشية فإذا تصاعد عدد السكان مرتين خلال 25 عاما تصاعد حسب متتالية هندسية (..،16،8،4، 2) فإن وسائل العيش في أحسن الظروف لا يمكن أن تتزايد أسرع من المتتالية الحسابية (…،3،2،1)، يعتقد Malthus أن السبب الرئيسي و الدائم للفقر لا يتعلق من بعيد من قريب بأسلوب الإدارة أو بتوزيع غير متساوي للممتلكات بل له علاقة بالقوانين الطبيعية و الأهواء البشرية و شح الطبيعة و التكاثر المفرط للجنس البشري لأنه في سعي السكان الدائم للتكاثر الذي يفوق وسائل العيش ينحصر قانون السكان الذي يؤثر في شكل مستقل و فعال منذ أن تكون المجتمع. لذلك حسب Malthus على الإنسان أن لا يلوم إلا نفسه، هناك مخرج وحيد حسب Malthus هو تقليص عدد السكان باستعمال كل الوسائل للحد من التكاثر يقترح Malthus الزواج المتأخر حتى لا يتعرض الزائد من السكان للفقر و الجوع و الموت  و المصائب و الماسي المختلفة كالمرض و الوباء…

  • دافيد ريكاردو

يعتبر كتاب دافيد ريكاردو مرجع و مصدر هام لكل تيارات الفكر الاقتصادي ماركسيين كانوا أو حديين، Madame John Robinson ; Pierro Sraffa ساعدوا في نشر أفكار دافيد ريكاردو، عالج نظرية القيمة – العمل بأكثر دقة من آدم سميث و كانت مساهمته كبيرة فيما يخص التفكير الحدي Le raisonnement à la marge.

  • كيف كان المحيط الاقتصادي و الاجتماعي للرأسمالية في إنجلترا و بما تميزت الفترة التي عاش فيها دافيد ريكاردو؟

لأن نظر ته  للمشاكل الاقتصادية مرتبطة بهذا المحيط.

تميزت الفترة 1760- 1860 بروز نتائج الثورة الصناعية اختراع وسائل و أدوات عمل جديدة، هذه الاختراعات ساعدت في زيادة كمية الإنتاج والإنتاجية (إنتاجية العمل) في الدول الأوروبية، نلاحظ في الدول الأوروبية تفوق الرأسمالية على الإقطاعية.

  • تناقض بين ملاك الأراضي و الرأسماليين الصناعيين و يظهر هذا التناقض بين العمل و رأس المال.

لدافيد ريكاردو عدة مؤلفات و لكن يبقى المؤلف الرئيسي «مبادئ الاقتصاد السياسي « والمشكل الرئيسي بالنسبة لهذا المفكر هو عملية توزيع الناتج الكلي بين طبقات المجتمع درس دافيد ريكاردو عدة محاور من بينها: القيمة، الثروة، رأس المال، النظرية العامة للتوزيع، الأجور، الريع، الأرباح، النظرية في المبادلات الدولية، النقود و كذلك الحساب على الهامش…

دافع دافيد ريكاردو على البرجوازية و النظام الرأسمالي الذي كان ينظر إليه كنمط إنتاج أبدي و كانت مشكلة الأساسية مشكلة توزيع الناتج الكلي بين طبقات المجتمع و خاصة الربح لأنه يعتبره كمصدر تراكم رأس المال و تطور المجتمع.

  • تعتبر نظرية القيمة – العمل الوسيلة النظرية و المنهجية لمعالجة عملية توزيع الناتج الكلي أما الإنتاج فهو مرحلة أساسية و حاسمة في النشاط الاقتصادي.

ميز دافيد ريكاردو بين القيمة و الثروة، فالثروة هي مجموعة من القيم الاستعمالية أما قيمة السلعة مرتبطة بشروط الإنتاج و ميز بين القيمة الاستعمالية و القيمة التبادلية و لاحظ أن المنفعة هامة لقياس القيمة التبادلية لسلعة و لكن تعتبر غير كافية، قيمة السلعة مرتبطة بندرتها و كذلك بكمية العمل الضروري المبذول من أجل إنتاجها.

يبقى العمل مصدر و مقياس لقيمة السلعة و هذه النظرية تطبق على المجتمع البدائي والمتقدم.

القيمة التبادلية تحدد مباشرة بالنسبة للأجور و الأرباح.

La valeur ou le prix de la marchandise  =  salaires + profits

                                                        V       =        S      +     P

  • المدرسة الماركسية:Marx et F.Engels

المشاكل الاقتصادية بالنسبة لهذه المدرسة عولجت في مجموعة من الكتب نذكر البعض منها:        « La sainte famille »,

« Salaire, prix et profits »,« Contribution à la critique de l’économie politique »,« Théorie de la plus value »,« Manifeste du parti  communiste »,« Le Capital »…

يبقى أن المؤلف الرئيسي هو “رأس المال”.الكتاب الأول يدرس عملية الإنتاج الرأسمالي و مكون من 3 كتب.الكتاب الثاني عملية تداول رأس المال. أما الكتاب الثالث يعتبر كتاب شامل للإنتاج و التداول.ارتكز ماركس على فلسفة Feuerbach و  جدلية هيغل( Hegel ) و كذلك على نقد “الاقتصاد السياسي البرجوازي.

لدراسة و تحليل النظام الاقتصادي الرأسمالي، استعمل ماركس عدة مفاهيم من بينها: فائض القيمة، العمل الاجتماعي الضروري، قوة العمل، رأس المال الثابت، رأس المال لمتغير، التركيب العضوي لرأس المال…درس ماركس تطور و سير النظام الرأسمالي.

درس النظام الرأسمالي دراسة نقدية انطلاقا من دراسة السلعة « الشكل البسيط للثروة» و بدأ بدراسة السلعة كعنصر أساسي في دراسة الإنتاج السلعي البسيط و كانت هذه الدراسة مرحلة بدائيه لتحليل و دراسة الإنتاج السلعي الرأسمالي “النظام الاقتصادي الرأسمالي يظهر كتراكم عظيم للسلع، تحليل السلعة، الشكل البسيط للثروة هي نقطة انطلاق بحوثنا»