جائزة نوبل في الاقتصاد 2008

أعمال بول كروغمان ساعدت في تفسير سبب هيمنة بعض الدول على التجارة الدولية (رويترز)

منحت الأكاديمية السويدية للعلوم جائزة نوبل للاقتصاد لعام 2008 للأميركي بول كروغمان تقديرا لإنجازاته في التجارة الدولية والجغرافيا الاقتصادية.
وقالت الأكاديمية إنها منحت كروغمان الجائزة بسبب تحليله للأنماط التجارية وموقع النشاط الاقتصادي، وأعماله التي ساعدت في تفسير سبب هيمنة بعض الدول على التجارة الدولية.
كما أشادت بصياغته نظرية وصفتها بالجديدة للإجابة عن الأسئلة التي تحرك التحولات العمرانية على مستوى العالم، مشيرة إلى أن أسلوبه يستند إلى فكرة أن العديد من السلع والخدمات يمكن إنتاجها بتكلفة أقل بالمفهوم المعروف باسم اقتصاديات الحجم الكبير.
” تحليل الظريات الاقتصادية لول كروغمان”
وتوضح نظرية كروغمان سبب هيمنة دول ليس فقط لها ظروف مشابهة بل تنتج البضائع نفسها على التجارة، وأشارت اللجنة إلى السويد باعتبارها نموذجا على ذلك إذ أنها تصدر وتستورد السيارات.
ولد كروغمان في نيويورك عام 1953 وحاز على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من معهد ماساشوستس للعلوم في كامبريدج عام 1977.
ومنذ عام 2000، يدرس كروغمان الاقتصاد والشؤون الدولية بجامعة برينستون بولاية نيوجيرسي الأميركية كما أنه يكتب لصحيفة نيويورك تايمز، وقد ظهر منذ فترة طويلة بين المرشحين للفوز بالجائزة.
وفي رأيه أن اتباع مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي سياسة نقدية توسعية يعمل على خفض قيمة الدولار الذي قاد إلى التضخم خاصة مع تقييد معدلات الأسعار في الولايات المتحدة بسبب التنافس الخارجي.
كما اعتاد كروغمان على انتقاد اقتصاد السوق فيقول إن السوق بات في مواجهة حدية مع المعني الحقيقي للديمقراطية، ويستطرد قائلا إن سوق أكبر يعني ديمقراطية أقل، وهذا ما عكسته أحوال الشركات العابرة للأوطان والقوميات التي باتت بمثابة حكومة الفضاءات الاقتصادية الدولية.

wwwwwwwwwwwwwwww

سولو-أكاديمي-أوصله-النمو-الاقتصادي-لجائزة-النوبل

اقتصادي وأكاديمي أميركي ينتمي إلى المدرسة الكينزية في الاقتصاد، واشتهر بنظريته بشأن النمو الاقتصادي، حصل على جائزة نوبل في علم الاقتصاد عام 1987 تكريما لإسهاماته النيرة والمهمة في فهم ظاهرة النمو الاقتصادي وأسبابها.
المولد والنشأة
ولد روبرت سولو يوم 23 أغسطس/آب 1924 في مدينة بروكلين بولاية نيويورك، نشأ في كنف أسرة متواضعة حيث لم يتجاوز والداه تعليمهما الثانوي بسبب اضطرارهما إلى العمل مبكرا من أجل تحصيل لقمة العيش.
الدراسة والتكوين
حصل سولو بعد إنهائه لتعليمه الثانوي على منحة دراسية وتمكن من الالتحاق بجامعة هارفارد عام 1940، وبدأ بدراسة علمي الاجتماع والأنثروبولوجيا. لكنه انقطع عن الدراسة في نهاية عام 1942 من أجل الخدمة في صفوف الجيش الأميركي بعد أن دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء.
رجع إلى الجامعة بعد انتهاء الحرب صيف 1945 وتخصص في دراسة الاقتصاد، ولم يغادر جامعة هارفارد إلا بعد أن صار دكتورا في علم الاقتصاد، وحصل على البكالوريوس عام 1947 والماجستير عام 1949 والدكتوراه في 1951.
التوجه الفكري
عايش سولو صغيرا تداعيات أزمة 1929 والكساد الكبير الذي أعقبها في الولايات المتحدة، وقد تركت هذه الأحداث بصمة في نفسه، ووقر في ذهنه كما نُقل عنه أن الكساد كان يعني له أعدادا غفيرة من الناس التي كانت تعاني البطالة والجوع والفقر.
وكان ذلك كافيا لكي يفهم لاحقا أن الأسواق لا يمكن أن تكون فعالة من تلقاء نفسها، كما استوعب ـ من خلال سلسلة المشاريع التي أطلقها الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت بهدف إنعاش الاقتصاد بعد الأزمةـ أهمية التدخل الحكومي عبر توظيف السياسة الإنفاقية من أجل تصحيح الأوضاع وقلب الدورة الاقتصادية.
وقد أعَدت هذه التجارب سولو لكي يصبح على مقربة من بعض أفكار المدرسة الكينزية، وكان يحدوه الأمل لبناء نظرية اقتصادية كلية تكون سندا قويا للتحليل الاقتصادي بفضل دمج آراء هذه المدرسة بخصوص جمود الأسعار والأجور والمنافسة الاحتكارية.
الوظائف والمسؤوليات
بدأ سولو عمله الأكاديمي في تدريس علم الاقتصاد أستاذا مساعدا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 1949، ثم أصبح أستاذا محاضرا في المعهد نفسه سنة 1958، واشتغل أيضا باحثا مشاركا في المعهد القومي للأبحاث الاقتصادية في الولايات المتحدة بين عامي 1961 و1962، ثم مستشارا للمعهد في الفترة 1962-1968.
كما كان عضوا في مجلس المستشارين الاقتصاديين في عهد الرئيس الأسبق جون كينيدي خلال الستينيات، وانتخِب رئيسا للجمعية الاقتصادية الأمريكية عام 1979.
التجربة الفكرية
كان البحث في أسباب النمو هو الشغل الشاغل لمجموعة من الاقتصاديين في خمسينيات القرن الماضي، بعد أن حصل كثير من بلدان العالم الثالث على الاستقلال وصارت التنمية الاقتصادية هَمّا يؤرق مسؤوليها.
اهتم سولو بهذا المجال البحثي، ونجح في فرض اسمه داخل الأوساط الأكاديمية بعد نشره لمقالة عام 1956 بعنوان “مساهمة في نظرية النمو الاقتصادي”. وأثبت عبر نموذج رياضي (مشهور إلى الآن بنموذج سولو) أن النمو طويل الأجل مستقل تماما عن معدل الادخار، رافضا بذلك التنبؤات التي كانت تقول إن ارتفاع معدل الادخار يؤدي إلى النمو على المدى البعيد.
تلقى مقال سولو اهتماما من الاقتصاديين فأعقبه مقالا آخر (1957) أحدث رجة في دوائر الاقتصاد التجريبي، وعنونه “التغير التكنولوجي ودالة الإنتاج الكلي”، فكك فيه مصادر النمو إلى ثلاثة عناصر هي رأس المال والعمل والتقدم التكنولوجي، وأوضح أن التقدم التكنولوجي هو المحرك الأساسي لعملية النمو الاقتصادي على المدى الطويل وليس تراكم رأس المال.
وقد كانت أبحاث سولو ذات تأثير كبير على السياسات الحكومية في البلدان المتقدمة، ومنحت أرضية علمية للسياسات الرامية إلى تحفيز النمو الاقتصادي عبر زيادة الاستثمار في أنشطة البحث والتطوير في مجال التكنولوجيا.
المؤلفات
كتب سولو مؤلفات عدة ومقالات أكاديمية نشرت في مجلات علمية محكمة أو كتب جماعية، ومنها مقالته التي تحمل عنوان “مساهمة في نظرية النمو الاقتصادي” (1956)، وكتابه الموسوم “عرض عن نظرية النمو” (1970) والصادر عن منشورات جامعة أكسفورد.
الجوائز والأوسمة
حصل سولو على جائزة نوبل للاقتصاد عام 1987، كما حصل على الميدالية القومية للعلوم سنة 1999، وعلى ميدالية جون بيتس كلارك (1961) التي تمنحها الجمعية الاقتصادية الأميركية سنويا للاقتصاديين الذين أنجزوا أعمالا بحثية متميزة وهم دون سن الأربعين

Related Posts